تأجلت مباره الامس بين ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الانجليزي الي اجل مسمي نتيجه الاعتراضات القويه والاشتباكات الداميه بين جماهير الريد ديفلز اعتراضا علي استمرار المالك الحالي للنادي بسبب تداعيات ما سمي اعلاميا ب”الانقلاب علي كره القدم” ، لكن قصتنا لم تبدأ هنا.
يعتزم 12 ناديا من كبار أوروبا، إعلان إطلاق دوري السوبر الأوروبي. دوري مغلق يضم من 15 إلى 18 ناد من عمالقة القارة العجوز، خطوة نالت استحسانا، واستهجانا، بالقدر نفسه.
المؤسسات التقليدية، بقيادة الاتحاد الأوروبي (يويفا) وروابط الدوريات الأوروبية الكبرى، واضحة جدا في انتقادها للفكرة الوليدة، لدرجة تهديدها في بيان رسمي بأن “الفرق التي ستشارك في هذا الدوري، لن تشارك في أي بطولة محلية أو أوروبية أو عالمية أخرى، وسيُمنع لاعبوها من المشاركة مع منتخباتهم الوطنية”.
“الفكرة ذات وجاهة اقتصادية كبيرة، فكل فريق من المشاركين بقيادة الـ 12 الكبار -قبل انسحابهم-، مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشيلسي وتوتنام ومانشستر سيتي، ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد، ويوفنتوس وميلان وإنتر، بجانب من سينضم لهم، سيحصل على 350 مليون يورو تحت المظلة الاقتصادية للعملاق البنكي الأمريكي جي بي مورجان”
“لا تهمني آراء المؤسسات، ولكنني أريد كرة القدم التي تربيت عليها في لا أقول إن تلك هي كرة القدم المليئة بالرومانسية التي أحببتها، ولكنها على الأقل نسخة مقاربة”.
“للأسف صديقي العزيز، ستحول تلك الفكرة العمالقة إلى غيلان، ستقتل مساحة المنافسة الاقتصادية الموجودة والمحدودة بالأساس، وستجعل الأموال متركزة في أندية معينة، في حين ستتأثر الأندية خارج المجموعة المميزة اقتصاديا لمشاركتها في بطولات لا تجلب أموال كافية. لن تستطيع الأندية الحفاظ على لاعبيها المميزين، أو دفع رواتبهم، وستبيع اللاعبين أولا بأول إلى الـ 12 الكبار، قاتلة في طريقها أي سبيل للمنافسة”.
مثلما يحدث الان مع ناد بحجم ريال مدريد ، حرمته ميزانيته الضعيفه في البدايه من الحفاظ علي نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو والان ضد تحرمه من استمرار قائده راموس ولم لا قد تحرمه مستقبلا من استمرار كريم بنزيما.
“في النهاية، ما الذي يهمني كمحب لكرة القدم؟ أود مشاهدة هالاند في ريال مدريد ومبابي في برشلونة، وكل اللاعبين الجيدين في الفرق الكبرى، ومشاهدتهم يتبارون أسبوعيا في مباريات حماسية وتنافسية بدلا من انتصارات رباعية وخماسية كل أسبوع ضد فرق لا يمكنها منافستهم”.
“أين التنافسية في دوري مغلق على أندية حصدت أماكنها بسبب قوتها الاقتصادية فقط لا غير، ما الذي سيدفع ناديا مثل ميلان أو أرسنال أو توتنام إلى تحسين نتائجه وبناء فريق أفضل إذا كان مكانه في دوري السوبر، وبالتالي عوائده الاقتصادية مضمونة؟ ما الذي سيجعل أندية مثل إيفرتون ووست هام وإشبيلية وأتالانتا وأياكس تحارب ظروفها الاقتصادية التي لا تقارن بالأغنياء الـ 12، وتحقق نتائج مبهرة، إذا لم يكن هناك آلية تجعلهم ضمن هؤلاء المميزين الـ 12؟”.
“ولكن، هل يجب أن يتحول كل شيء إلى صناعة؟ كرة القدم في الأساس لعبة رومانسية، فيها من الممكن أن يحلم داود بالانتصار على جالوت، وأن يحلم الصغار بمكان بين الكبار بأقل الإمكانيات، لأن الأموال ليست كل شيء. القدرة على اكتشاف المواهب وإخراج النجوم من أكاديميات الناشئين وصنع منظومات جماعية دون نجوم هي عناصر مهمة في حبنا لكرة القدم”.
“سيظل ذلك هو الخلاف الدائم بيننا، كبار اوروبا يعيشون في عالم الواقع بينما أنا أعيش في عالم الأحلام. الفوارق تتسع يوما بعد يوم بين العمالقة والصغار.
بينما علي الجانب الاخر من النهر يري المؤيد للفكره ان بدلا من أن تتحول كرة القدم إلى ساحة صراع بين وحوش وأقزام، لم لا نجمع الوحوش معا ونشاهد كما أكبر من المباريات القوية. أعرف أنك لن تقتنع برأيي، كما أنني لن أقتنع برأيك، لأنها مسألة مبدأ في النهاية، خلاف بين منظورين واضحين في كرة القدم، ولكن كعادة عالم الواقع، يفرض القوي رأيه وينفذه بينما يبقى الضعيف مجترًا لبقايا نوستالجيا غير مفيدة”.
في عالم كرة القدم الحديثة لا مكان لنظرياتك الحالمة، إذا امتلكت الأموال فمن حقك المنافسة، إذا لم تملكها فيمكنك المنافسة أيضا، ولكن في ظل بطولة مع من لا يملكون الأموال مثلك، لا تجبر الأندية الغنية والكبيرة على المشاركة في منافسة لا تجلب الأموال الكافية فقط بسبب تلك الرومانسية الحالمة!”.