“يلا يا زملكاوية يا بوابين” .. لازلت أتذكر أول مرة سمعت فيها الجملة.. كنت صغيراً لدرجة معها لم أتمكن من فهم المعنى.. لماذا “بوابين” بالذات؟
ليه مش سباكين.. مش نجارين.. اشمعنى بوابين!! هل بوابين لأنها وصف أم استعارة مكنية أم أن هناك شيئاً أعمق من قدرتي على الفهم يكمن في المعنى وراء “بوابين”..
جمعت المعلومات تقصيت الحقائق كشفت الأسرار قرأت كل كتب الأستاذ عادل حمودة حتى فهمت أخيراً أن الهدف شكل من أشكال التحقير !!
تأملت يوماً عم علي البواب وسألت نفسي لماذا يعتبره المجتمع حقيراً؟ ولماذا يحقر جزء من المجتمع جزء آخر من نفس المجتمع بوصفه بالبواب !!
إن كانت المهنة مفيدة شريفة يؤديها ممتهنها بأمانة وإخلاص فهل تليق الحقارة في هذه الحالة بالناعت أم المنعوت؟ بعم علي أم بالمجتمع نفسه؟
تأملت عم علي ذلك الكائن الدائري صاحب الصوت الجهوري والصدغ المبطن المضاد للرصاص والذي يمتلك بين جنبات قدمه وش رجل خارجي أعرض من عضلات كتف الكابتن هناء حمزة وسألت نفسي.. ما العيب في عم علي؟
الحقيقة أن عم علي بعيداً عن موهبته المحدودة في غسل السيارات وفي تنظيف مدخل العمارة وفي أعمال البواب عموماً يعني .. هو رجل محترم يخلص في عمله ويتق الله فيه .. رجل أمين لم تشوب ذمته يوماً شائبة .. ما العيب إذاً فيك يا عم علي؟
سرحت بخيالي بعيداً وسألت نفسي هل يمكن لعم علي يوماً ما في عالم موازي أن يتلاعب بقوانين شؤون اللاعبين؟
هل يمكن لعم علي أن يوقف لاعب 8 مباريات وأخر 4 مباريات فقط بحجة أن ذقنه لم تكن قد نبتت بعد
هل يمكن أن يتلاعب عم علي بالقوانين لقيد إسلام الشاطر في 3 أندية في موسم واحد ليلعب في الاهلي ؟ هل يمكن لعم علي أن يحتسب ضربات جزاء كالتي يحتسبها جهاد جريشه أو سمير محمود عثمان؟
هل سمع عم علي يوماً عن ضياء السكران؟ هل يمكن أن يسرق عم أحمد مجهود قرن كامل من الزمان بقلب مطمئن وضمير مرتاح ويعطي لناد لقب هو في الحقيقة من حق ناد آخر ويهدر بجرة قلم مجهود لاعبين و جماهير..
يدوس دون اكتراث على كل قطرة عرق سالت على كل ملعب في مشارق إفريقيا و مغاربها؟
الحقيقة أن عم علي في أسوء حالاته الفنية و الإنسانية آخره يغير قلب باب العمارة وينسى يديني نسخة وإمعاناً في القسوة يقفل باب العمارة الساعة 11 ويذنبني كل يوم بره باتصل بيه على ما يصحى يفتحلي بوش مقلوب كأني جبته من مؤتمر دافوس الاقتصادي..
عليا النعمة عم علي برنس و underrated ..
عن نفسي لا أشعر بأي غضاضة أن تجمعني وعم علي صفة واحدة.
في الوقت نفسه أحمد الله على ما أنا عليه وادعوه ألا تجمعني وأي ظالم أو غشاش أو مزور صفة واحدة أبداً ما حييت عم علي وكل عم علي في كل مهنة شريفة هو رجل بسيط يحاول أداء عمله بإخلاص ونزاهة ربما لا يستوعبها من اعتادوا أن تحتسب لهم ضربات الجزاء من نص الملعب.
أتمنى أن يقرأ عم علي مقالي هذا ربما يتعاطف معي ويرق قلبه ويتوقف عن النداء الوجودي السرمدي على ابنه صاحب الثلاثة أعوام والذي يوقظني يومياً مذعوراً..