في كل أنحاء العالم ومهما طال بحثك لن تجد أبدا شخص يحب كره القدم ويهتم بكل وأدق تفاصيلها ولا يحب الكرة الألمانية
.. دربا من دروب الجنون أصلا ان تحرم نفسك من متابعه كره القدم الالمانيه ، لا أقصد متابعه جدول الترتيب ونتائج المباريات فهو أمر مفروغ منه ، بل أقصد متابعه طرق التخطيط الالماني لكل صغيره وكبيره في عالم كره القدم ليصحبوا من الدوريات الخمس الكبري.
منذ توحيد المانيا الشرقيه والغربيه عام 1990 لم تنجح المانيا في الفوز بكأس العالم سوي مره يتيمه عام 2014 ، لكن دعك من هذا الأمر لأن كل ما سأخبرك به في هذا المقال لا يمكن ان ينطبق إطلاقا سوي علي منظومه تفوز بكل البطولات كل عام علي اقل تقدير.
التخطيط الألماني يبدأ علي أطفال المهد ، ولا اقصد هنا اطفال قطاعات الناشئين بل اقصد من هو اصغر سنا من الإنضمام لتلك القطاعات ، توفر الدوله الالمانيه ملاعب تسمي “ملاعب الفونيتو” وهي ملاعب خاصه بلعبه الفونيتو التي تحتاج إلي ملاعب صغيره ومرمي صغير للغايه ولا تحتاج لحارس مرمي ، الغرض من تلك اللعبه امتاع الصغار وزياده حبهم لكره القدم وبالتالي زياده رغبتهم في تعلمها داخل قطاعات الناشئين.
قطاعات الناشئين في ألمانيا يمكن وصفها بأنها محدوده الفئات العمريه حيث تبدا من عمر العاشره وتنتهي عند عمر التاسعه عشر ، عكس مصر التي لاتزال تعتبر الاعب صاحب الثلاثه والعشرون عاما ناشئا.
الفارق ايضا بين مصر وألمانيا ، ان قطاعات الناشئين في المانيا تسمح لكل لاعبيها بكل اعمارهم بأن يخوضوا بطولات تنافسيه بها بطل ووصيف ومراكز للهبوط ومراكز للمشاركه القاريه مما يزيد من خبراتهم وبالتالي جاهزيتهم عند التصعيد.
ألمانيا ايضا تسمح لفرقها بأنشاء فريق رديف يلعب في الاقسام الأدني ولا يسمح له بالصعود لأي قسم يلعب فيه الفريق الأساسي حفاظاً على النزاهه، ويكون القوام الأساسي للفرق الرديفه من الاعبين الألمان -يسمح بوجود محترفين لكن بنسبه قليله-
ويملك هذا الفريق مدرب خاص وملعب خاص وايضا ميزانيه خاصه له بما لا يسبب أي متاعب ماديه لمجالس إدارات الانديه.
ألمانيا ايضا تؤمن أن وجود المستثمرين داخل فرق دون فرق يضر بنزاهه المسابقه ، فلا تسمح الدوله الالمانيه لوجود مستثمرين متحكمين في الانديه الا بقواعد صارمه وظروف مكلفه ماديا للغايه لكل المستثمرين.
فعلي سبيل المثال لا يسمح لأي مستثمر ان يتحكم في اي نادي الا بشرط امتلاكه لأكثر من 50% من اسهم هذا النادي ، يعني إن كان نادي شالكه يملك مئه سهم فلا يحق لأي مستثمر بالتواجد الا في حاله امتلاكه لواحد وخمسين سهما او اكثر وهو أمر مكلف للغايه لأي مستثمر ، بجانب عدم ترحيب الجماهير أساسا بفكره وجود ملاك لأنديتهم
المانيا أيضاً تؤمن بالجانب الخططي حتي وقت اختيار المدير الفني للمنتخب الوطني، فمنذ زمن طويل لم يختر الاتحاد الالماني اي مدرب من دوله أخري لقياده المنتخب الالماني ، بل يتم دوما اختيار المدرب المحلي.
ولا يكفي ان تكون مديرا فنياً المانيا لتدرب المنتخب بل يجب ان تكون من ضمن فريق التخطيط الذي يعمل داخل الاتحاد الألماني.
ولهذا السبب سيتم اختيار هانز ديتر فليك كمدير فني للمنتخب الالماني كبديل ليواكيم لوف ، وسبب تفضيل الاتحاد الالماني لهانز فليك علي يورجن كلوب صاحب الشعبيه الاكبر ان فليك في الاساس كان ضمن فريق التخطيط داخل الاتحاد وعلي درايه كامله بكل صغيره وكبيره تخص المنتخب الالماني.